موضوع: معني لا اله الا الله الي مش عارف يدخل الجمعة يوليو 04, 2008 8:34 am
معني لا اله الا الله لا معبودَ بحقٍّ إلا اللهُقال الحافظ بنأحمد الحكمي - رحمه الله - : فمعنى لا إله إلا الله : لا معبود بحقٍّ إلا الله، )لا إله) نافياً جميع ما يعبد من دون الله فلا يستحق أن يعبد، (إلا الله) مثبتاًالعبادة لله، فهو الإله المستحق للعبادة، فتقدير خبر (لا) المحذوف بـ(حق) هو الذيجاءت به نصوص الكتاب والسنة، وأما تقديره بـ(موجود) فيفهم منه الاتحاد، فإن الإلههو المعبود، فإذا قيل لا معبود موجود إلا الله لزم منه كل معبود عُبِدَ بحق أو باطلهو الله فيكون ما عبده المشركون من الشمس والقمر والنجوم والأشجار والأحجاروالملائكة والأنبياء والأولياء وغير ذلك هي الله فيكون ذلك كله توحيداً فما عُبِدَعلى هذا التقدير إلا الله إذ هي هو، وهذا والعياذ بالله أعظم كفر وأقبحه علىالإطلاق وفيه إبطال لرسالات جميع الرسل وكفر بجميع الكتب وجحد لجميع الشرائع وتكذيببكل ذلك وتزكية لكل كافر من أن يكون كافراً إذ كل ما عبده من المخلوقات هو الله فلميكن عندهم مشركاً بل موحداً، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً،فإذا فهمنا هذا فلا يجوز تقدير الخبر بـ(موجود) إلا أن يُنْعتَ اسم لا بحق فلا بأسويكون التقدير (لا إله حقاً موجود إلا الله)، فبقيد الاستحقاق ينتفي المحذور الذيذكرنا.من كتاب "معارج القبول" للشيخ الحافظ بن أحمد الحكمي.
وقالمفتي المسلمين الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : تقدير الخبربكلمة (في الوجود) - أي أن نقول إن معنى لا إله إلا الله هو لا معبود في الوجود إلاالله - ليس بصحيح، لأن الآلهة المعبودة من دون الله كثيرة وموجودة وتقدير الخبربلفظ (في الوجود) لا يحصل به المقصود من بيان أحقية ألوهية الله سبحانه وتعالىوبطلان ما سواها، لأن القائل يقول : كيف تقولون (لا إله في الوجود إلا الله)؟ وقدأخبر الله سبحانه عن وجود آلهة كثيرة للمشركين، كما في قوله سبحانهوماظَلَمْناهُمْ ولَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُالَّتِي يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) وقوله سبحانه : (فَلَوْلانَصَرَهُمُ الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا مِنْ دُوْنِ اللهِ قُرْباناً آلِهَة) الآية. فلا سبيل إلى التخلص من هذا الاعتراض وبيان عظمة هذه الكلمة وأنها كلمة التوحيدالمبطلة لآلهة المشركين وعبادتهم من دون الله، إلا بتقدير الخبر بغير ما ذكرهالنحاة، وهو كلمة (حق) لأنها هي التي توضح بطلان جميع الآلهة وتبين أن الإله الحقوالمعبود بالحق هو الله وحده كما نبه على ذلك جمع من أهل العلم منهم أبو العباس ابنتيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وآخرون رحمهم الله. ومن أدلة ذلك قوله سبحانه : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وأَنَّ ما يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِهِ هُوَالباطِلُ) فأوضح سبحانه في هذه الآية أنه هو الحق وأن ما دعاه الناس من دونه هوالباطل، فشمل ذلك جميع الآلهة المعبودة من دون الله من البشر والملائكة والجن وسائرالمخلوقات، واتضح بذلك أنه المعبود بالحق وحده، ولهذا أنكر المشركون هذه الكلمةوامتنعوا من الإقرار بها لعلمهم بأنها تبطل آلهتهم لأنهم فهموا أن المراد بها نفيالألوهية بحق عن غير الله سبحانه، ولهذا قالوا جواباً لنبينا محمد صلى الله عليهوسلم، لما قال لهم : قولوا لا إله إلا الله (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداًإِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجاب)، وقالوا أيضاً أَئِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍمَجْنُوْن)، وما في معنى ذلك من الآيات. وبهذا التقدير يزول جميع الاشكال ويتضحالحق المطلوب. والله ولي التوفيق.